اليورو يتراجع لليوم الثاني على التوالي في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وعزوف المستثمرين عن المخاطرة، حيث شهد السوق الأوروبية يوم الثلاثاء استمرار تراجع العملة الموحدة أمام سلة من العملات العالمية، وخاصة مقابل الدولار الأمريكي. وذلك جاء نتيجة لتركيز المستثمرين على شراء الدولار الأمريكي كاستثمار بديل أمام التوترات الجيوسياسية الراهنة.
وفي سياق الأحداث، يستمر الصراع في فلسطين لليوم الرابع، حيث تعرض قطاع غزة لقصف جوي غير مسبوق، مما أدى إلى تفاقم التوترات في المنطقة. وهذا الوضع السياسي المضطرب دفع المستثمرين نحو اللجوء إلى الدولار الأمريكي كملاذ آمن.
من الناحية الأساسية، تظل خسارة اليورو محدودة حتى الآن، خاصةً بعد التصريحات الأقل تشددًا من بعض مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، التي أقللت من احتمالات رفع أسعار الفائدة الأمريكية قبل نهاية هذا العام.
وفيما يتعلق بأداء اليورو، شهدت العملة الأوروبية تراجعًا بنسبة 0.1% أمام الدولار، حيث بلغ سعر صرفها 1.0555 دولار، مبتعدة عن أعلى مستوى لها في الأسبوع. ويأتي هذا التراجع بعد خسارة اليورو يوم أمس بنسبة 0.2% أمام الدولار، في أول خسارة خلال الأيام الأربعة الأخيرة.
تستمر التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط في التصاعد، ويتسبب هذا التصعيد في ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، حيث ارتفع مؤشر الدولار يوم الثلاثاء بنسبة 0.15%.
من جهة أخرى، تأتي تصريحات بعض مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي بأمريكا بتهديدات أقل تشددًا بشأن رفع أسعار الفائدة، مما أدى إلى تقليل فرص ذلك، وانخفضت احتمالات رفع الفائدة بنحو 25 نقطة أساس.
بهذا السياق، قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، لوري لوجان، إنه في حال استمرار ارتفاع عوائد سندات الولايات المتحدة، قد يكون هناك حاجة أقل لرفع سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية، فيما أشار نائب رئيس البنك، فيليب جيفرسون، إلى ضرورة "التصرف بحذر" في ظل الارتفاع الأخير في العائدات.