أظهر مسح أجرته شركة "إنفسيكو - Invesco (NYSE:IVZ)" نُشر، اليوم الاثنين، أن هناك تزايدًا في أعداد الدول التي تعزز من احتياطاتها من الذهب "داخل البلاد بدلاً من إبقاءها بالخارج"، وذلك خوفًا من التعرض لمثل العقوبات التي تم فرضها من الدول الغربية على روسيا.
وأفاد التقرير بأن المستثمرين السياديين حول العالم يسعون إلى تعزيز الاستثمار في السندات مع ارتفاع العائدات، بينما أدت العقوبات الغربية على الأصول الروسية إلى زيادة طلبهم على الذهب.
الاحتفاظ بالذهب داخل البلاد
أفاد التقرير بأن 68٪ من البنوك المركزية التي شملهم الاستطلاع أصبحوا يحتفظون باحتياطياتهم داخل البلاد مقارنة بـ 50٪ في عام 2020.
وقال أحد البنوك المركزية: "نحتفظ بالذهب عادة في لندن.. لكننا الآن نعيدها إلى بلدنا للاحتفاظ بها كأصل ملاذ آمن خوفًا من أي عقوبات محتملة".
وقال رئيس المؤسسات العامة في "إنفسيكو" في لندن، رود رينغرو، الذي أشرف على التقرير، إن وجهة نظر هذه انتشرت بشكل مكثف الفترة الأخيرة.
الخطر الأكبر.. وكيفية التحوط منه
أظهر المسح الذي شمل 85 صندوق ثروة سيادية و57 بنكاً مركزياً يديرون بشكل جماعي أصولا بنحو 21 تريليون دولار أنه في حين أن التضخم لا يزال يمثل الخطر الأكبر، يعتزم العديد الآن زيادة مخصصات السندات، وخاصة في الأسواق الناشئة وذات العائد المرتفع.
وقال التقرير إن الذهب مفضل أيضاً كوسيلة للتحوط من التضخم، وتتوقع نسبة كبيرة من البنوك المركزية شراء المزيد من المعدن الأصفر خلال السنوات الثلاث المقبلة، وهو الأمر الذي سيوفر دعمًا هائلاً للأسعار.
يُنظر إلى الذهب وسندات الأسواق الناشئة على أنها رهانات جيدة في تلك البيئة، ولكن يبدو أن تجميد الغرب العام الماضي لما يقرب من نصف احتياطيات روسيا من الذهب والفوركس البالغة 640 مليار دولار ردًا على غزو أوكرانيا قد ساهم أيضًا في هذا تحول.
وأضاف التقرير أن "نسبة كبيرة من البنوك المركزية قلقة بشأن السابقة التي حددها تجميد الولايات المتحدة للاحتياطيات الروسية، مع موافقة الغالبية (58%) على أن الحدث جعل الذهب أكثر جاذبية".
ويشير هذا إلى الدعم من المستثمرين السياديين بعد أن تضررت سوق السندات بفعل التوقعات المتزايدة لمزيد من التشديد في السياسة النقدية، وحققت أدوات الدخل الثابت على مستوى العالم عوائد بنسبة 0.4% فقط حتى الآن هذا العام مقارنة بمكاسب بنحو 13% للأسهم.
وقال مدير الصندوق، رينغرو، ومقره أتلانتا في التقرير: "أفاد بعض المستثمرين بشراء أكبر قدر ممكن من أدوات الدخل الثابت ضمن حدود تخصيص الأصول الحالية، وكانوا يفكرون في مراجعة إطار عملهم لاستيعاب بيئة أسعار الفائدة الجديدة".
وأفاد بأن متوسط خسائر صناديق الثروة السيادية بلغ 3.5% في العام المنتهي في ديسمبر 2022، وهي المرة الأولى التي يخسرون فيها أموالاً منذ أن بدأت Invesco المسح في 2013. وذلك في الوقت الذي ضرب فيه التضخم المرتفع أسعار السندات والأسهم.