تحولت أسعار الذهب للانخفاض بعد أن كانت في نطاق صاعد خلال هذه اللحظات من تعاملات، اليوم الجمعة، إذ يبدو أنها ضغوط بيعية يتعرض لها المعدن.
ومع ذلك، من المقرر أن تحقق الأسعار مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي، بالتزامن مع انخفاض الدولار الأمريكي وإثارة البيانات الاقتصادية الأخيرة رهانات على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يقترب من نهاية دورة رفع أسعار الفائدة.
وعلى الرغم من التراجعات التي يهدها المعدن الثمين الىن، يحوم الذهب بالقرب من أعلى مستوى في عام والذي بلغه يوم الخميس.
الذهب والدولار الآن
تراجعت العقود الآجلة للذهب 0.15% إلى 2052 دولار.
وهبط الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% عند 2038 دولار للأوقية.
بينما هبط مؤشر الدولار بنسبة 0.16%، ليسجل 100.54 نقطة.
الذهب عند التسوية أمس
ارتفعت أسعار الذهب عند تسوية تعاملات، أمس الخميس، بعد بيانات اقتصادية تزيد التوقعات باقتراب وقف رفع معدلات الفائدة.
وعند التسوية، ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر يونيو بنسبة 1.5% أو ما يعادل 30.4 دولار لتصل إلى 2055.3 دولار للأوقية.
فيما صعدت العقود الفورية بنسبة 1.24% إلى 2039.7 دولار للأوقية.
ما الذي يحرك الأسعار؟
وقال مات سيمبسون كبير محللي السوق في سيتي إندكس: "شكلت الرغبة في بيع الدولار الأمريكي في أعقاب بيانات عن تضخم أضعف، والعوائد المنخفضة والدعوات إلى تقليص سعر الفائدة النهائي محركا كبيرا للذهب".
تُظهر أداة متابعة الفائدة الفيدرالي على موقع "إنفستنغ السعودية" أن الأسواق تسعير بفرصة 64.4٪ لرفع 25 نقطة أساس في مايو، مع خفض أسعار الفائدة في النصف الآخر من العام.
وقال "ديفيد ميجر"، مدير تداول المعادن لدى "هاي ريدج فيوتشرز" للوساطة المالية: "هذه بيئة إيجابية أساسية للذهب، حيث يقوم الاحتياطي الفيدرالي برفع الفائدة، ومع ذلك يظل التضخم بشكل عام أعلى من المستهدف".
يعتبر الذهب تحوطًا ضد التضخم وعدم اليقين الاقتصادي، لكن أسعار الفائدة المرتفعة تقلل من جاذبية السبائك غير المنتجة.
بيانات هامة هذا الأسبوع
أظهرت بيانات هذا الأسبوع أن مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة في مارس انخفض بأكبر قدر منذ أبريل 2020، بينما ارتفع مؤشر أسعار المستهلك أقل من المتوقع.
علاوة على ذلك، زاد عدد الأمريكيين الذين قدموا مطالبات جديدة للحصول على إعانات البطالة أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، مما يشير إلى انخفاض ظروف سوق العمل حيث أدت تكاليف الاقتراض المرتفعة إلى إضعاف الطلب في الاقتصاد.
ساعدت هذه القراءات، إلى جانب المخاوف من حدوث ركود معتدل، السبائك على اكتساب حوالي 1.7٪ حتى الآن هذا الأسبوع.
وقال سيمبسون: "ستتجه كل الأنظار إلى مبيعات التجزئة الأمريكية ومعنويات المستهلكين وتوقعات التضخم اليوم"، مضيفا أن الذهب قد يتجه نحو أعلى مستوى على الإطلاق إذا جاءت البيانات ضعيفة بما فيه الكفاية.
توقعات الذهب
قال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، إن توقعاته بأن تصل أسعار الذهب إلى مستوى 3 آلاف دولار أصبحت ممكنة أكثر فأكثر بعد التطورات التي شهدتها الأسواق مؤخرًا.
وأضاف: "أن طلبات البنوك المركزية على الذهب لا زالت قوية كما هي، وأن التضخم لا يزال مرتفعا وبعيدا عن المستويات المنخفضة المطلوبة، وهو ما يصب في صالح ارتفاع الذهب".
"أيضا، بحسب ما رأيناه في الأعوام العشرين الماضية، فإن ارتفاع أسعار الفائدة بأميركا أثر على أسعار الذهب.. وربما نرى تكرارا لهذا الأمر"، بحسب ما قاله هانسن.
وشهدت أسعار الذهب منذ بداية العام سلسلة من المكاسب، لترتفع فوق مستوى 2000 دولار للأونصة، أكثر من مرة هذا العام.